الرواشدة: فتاوى تُجرّم تعاطي المخدرات، تجارتها، والتستر على مروجيها،

الرابط المختصر

أكد الدكتور محمد الرواشدة، رئيس قسم الفتاوى الإلكترونية في دائرة الإفتاء العامة، خلال استضافته في برنامج "إدراك" على إذاعة البلد، أن الشريعة الإسلامية تحرم المخدرات بنصوص صريحة من القرآن والسنة النبوية. وأوضح أن المخدرات تُهدد الضرورات الخمس التي جاءت الشريعة لحمايتها: الدين، النفس، العقل، العرض، والمال. واستشهد بقوله تعالى: "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، موضحًا أن المخدرات تشترك مع الخمر في علة الإسكار، مما يجعل تعاطيها وتجارتها محرمة شرعًا. وأشار إلى أن المخدرات تُسبب أضرارًا جسيمة، مثل إهدار الأموال، تدمير العقل، والإضرار بالعرض من خلال الجرائم المرتبطة بها.

دور دائرة الإفتاء في التوعية
أبرز الرواشدة دور دائرة الإفتاء العامة في مكافحة المخدرات من خلال إصدار فتاوى تُجرّم التعاطي، التجارة، والتستر على مروجي المخدرات. وأكد أن الدائرة تستفيد من الإعلام الحديث للوصول إلى الشباب، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأشار إلى مبادرة "فتوى في دقيقة" التي تقدم أحكامًا شرعية بأسلوب مبسط وسريع يناسب الفئات الشابة. كما لفت إلى منصة "أرسل سؤالك" على موقع جوجل، التي استقبلت حوالي 239,625 سؤالًا من مختلف أنحاء العالم الإسلامي منذ إطلاقها عام 2010، مما يعكس سهولة الوصول إلى الفتوى في العصر الرقمي.

أهمية الخطاب الديني الموجه للشباب
شدد الرواشدة على ضرورة مخاطبة الشباب بلغة تناسب أعمارهم وبيئتهم، مستلهمًا أسلوب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في التعامل مع الشباب. وروى قصة الشاب الذي طلب من النبي الإذن بالزنا، فوجهه النبي بحكمة دون توبيخ، مما غيّر من سلوكه. وأكد أن الخطاب الديني يجب أن يكون مبنيًا على فقه الواقع، مع مراعاة حال المستفتي، سواء كان شابًا أو مسنًا، متعلمًا أو غير متعلم، لضمان وصول الرسالة بفعالية.

التعاون المؤسسي والمجتمعي
أوضح الرواشدة أن دائرة الإفتاء تتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والجهات الرسمية، مثل التحالف الوطني لمكافحة المخدرات، لمواجهة هذه الآفة. وأشار إلى أن الدائرة تُصدر مواد تثقيفية مثل المطويات والمقالات في مجلات متخصصة، وتشارك مندوبًا في التحالف الوطني لتعزيز الجهود التوعوية. وأكد أن دور المفتي يقتصر على بيان الحكم الشرعي دون إلزام، بينما تتولى جهات مثل إدارة مكافحة المخدرات والقضاء تنفيذ الأحكام.

توصيات للأسرة والمجتمع
وجه الرواشدة رسائل للشباب، داعيًا إياهم لاستغلال طاقاتهم في تحقيق طموحاتهم بدلًا من الوقوع في فخ المخدرات، مشيرًا إلى أن فترة الشباب (18-30 عامًا) هي مرحلة حاسمة لتحقيق النجاح. كما دعا الأسر إلى تعزيز المراقبة الأبوية في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي قد تُعرض الشباب لمخاطر مثل المخدرات والتطرف. وأكد على أهمية دور المجتمع في الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه يهدد الأمن، معتبرًا ذلك جزءًا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 الحلقة متاحة على يوتيوب: رابط الحلقة.